دير الزور.. ملتقى يبحث توظيف التكنولوجيا بإعادة الإعمار

عنب بلدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انطلقت في جامعة “الفرات” بمدينة دير الزور فعاليات ملتقى “جسور العلم”، الأحد 28 من كانون الأول، بهدف خلق مساحة فكرية تهدف إلى تبادل الأفكار وتعزيز الحوار العلمي وتطوير البحث الأكاديمي لتوظيف التكنولوجيا بإعادة الإعمار في سوريا.

وتضمن الملتقى عروضًا تقديمية تستلهم موضوعاتها من احتياجات الجامعات السورية وواقع البحث العلمي، وقدم حلولًا مستوحاة من التجارب العالمية، مع إعادة صياغتها لتتناسب مع خصوصية الحالة السورية ومرحلة إعادة الإعمار، وذلك بمشاركة أكاديميين وخبراء سوريين عاملين في مؤسسات عالمية.

وشارك في الملتقى وزير التعليم العالي، مروان الحلبي، ووزير الصحة، مصعب العلي، ومحافظ دير الزور، غسان السيد أحمد.

تجارب علمية

وعلى هامش الملتقى، شهدت المدينة انطلاق تجارب علمية باستخدام أحدث تقنيات رسم الخرائط الرقمية ثلاثية الأبعاد (3Laser Scanning).

ويهدف هذا المشروع إلى توظيف التكنولوجيا المتقدمة في توثيق الواقع العمراني ودعم الأبحاث العلمية المتعلقة بالمدن السورية. 

مدير المجلس العلمي السوري، الدكتور سامر كرم، قال لعنب بلدي، إنه تم إحضار أجهزة رسم خرائط ثلاثية الأبعاد متقدمة من مخابر جامعة “دارمشتات” التقنية في ألمانيا إلى سوريا، ضمن نشاط بحثي يهدف لدعم توثيق المواقع المتضررة وتعزيز التدريب العملي للطلاب المحليين.  

وتشمل الأجهزة، بحسب كرم، ماسحًا ليزريًا محمولًا، وكاميرا ثلاثية الأبعاد من نوع (Intel RealSense) قادرة على تسجيل الصور والمعلومات الفراغية والعمق، والتي تُستخدم بياناتها لاحقًا في تطبيقات التحليل الهندسي وتقنيات الذكاء الصناعي. 

تدريب ميداني

ونظم ملتقى “جسور العلم” لقاء ميدانيًا مع طلاب كلية الهندسة المدنية في جامعة “الفرات”، تضمن تنفيذ مسح ثلاثي الأبعاد في كنيسة “الأرمن” الواقعة بشارع سينما فؤاد، وهي أحد المعالم الأثرية التي تعرضت لدمار خلال سنوات الحرب. 

وقدم مدير المجلس العلمي السوري، الدكتور سامر كرم، شرحًا للطلاب حول أهمية الخرائط الرقمية والنمذجة ثلاثية الأبعاد في العالم المعاصر، الذي يتجه نحو الرقمنة الشاملة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المكانية واتخاذ القرار. 

كما شمل التدريب الذي حضرته عنب بلدي شرحًا عمليًا لآلية عمل الأجهزة، وكيفية جمع البيانات وتحويل الموقع الحقيقي إلى نموذج رقمي (Digital Twinيمكن تحليله ودراسته لاحقًا لتقييم الأضرار وحفظ الذاكرة المعمارية، ودعم التخطيط العمراني وأعمال الترميم، خاصة عند دمجها مع خوارزميات الكشف الآلي عن الأضرار. 

الطالبة في كلية الهندسة المدنية بجامعة “الفرات” نور كمور، قالت لعنب بلدي، إنه خلال جولتهم تمكنوا من التعلم على أجهزة حديثة تساعدهم في مشاريع تخرجهم والاستفادة بعدة نقاط معمارية أو إنشائية أو لأهداف سياحية، كما لم يكن لدى الطلاب سابقًا فكرة عن الأجهزة الحديثة، إذ تعمل جامعتهم على أجهزة “2D”.

مشروع بحثي دولي

تأتي البيانات التي جُمعت في كنيسة “الأرمن”، إلى جانب بيانات أخرى من المدينة القديمة في حلب وحمص ودير الزور، ضمن مشروع بحثي للدكتور سامر كرم في جامعة “دارمشتات” الألمانية، وبالاشتراك مع باحثين من الجامعات السورية، ومنهم الدكتور حسن جبريني من جامعة “حلب”، بحسب ما قاله كرم لعنب بلدي.

ويهدف المشروع إلى إنشاء مجموعات بيانات مكانية خاصة بالمناطق الخارجة من النزاعات والكوارث الطبيعية، ومن المخطط إتاحة هذه البيانات بشكل مفتوح (Open Access) للباحثين حول العالم، لتمكينهم من اختبار وتطوير خوارزميات وفرضياتها على بيانات واقعية تعكس تعقيدات البيئات السورية.

أهمية مضاعفة لإعادة الإعمار 

الدكتور في الذكاء الاصطناعي حسن الخضر، قال لعنب بلدي، إن هذه البيانات تكتسب أهمية مضاعفة في السياق السوري، كون تقييم الأضرار خطوة أساسية في أي عملية إعادة إعمار مستقبلية، ولا يمكن تنفيذها بدقة دون بيانات مكانية موثوقة.

وأضاف الخضر أن هذه البيانات “عابرة للتخصصات”، وتشكّل أساسًا مهمًا للأبحاث الأكاديمية وطلاب الدراسات العليا، سواء في كشف التغيرات المكانية، أو مقارنة تقنيات المسح (بالليزر والمسيّرات)، أو تطوير نماذج ذكية تدعم اتخاذ القرار في مراحل إعادة الإعمار.

دير الزور.. ورشة عمل لتأهيل المؤسسات المحلية

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق