أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن المحادثات مع الولايات المتحدة حول دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالجيش السوري لا تزال جارية، مشيرًا إلى حتمية الاندماج.
وخلال رده على أسئلة الصحفيين اليوم، السبت 20 من كانون الأول، في أثناء “اجتماع التقييم السنوي” لأنشطة الوزارة مع نهاية العام الحالي، قال غولر، إن وجهة نظر الولايات المتحدة قد تغيرت بشكل ملحوظ، وبات “أصدقاؤنا الأمريكيون”، بحسب ما وصفهم، يدركون الحقائق بشكل أفضل، وتتضاءل خلافاتهم في هذا الشأن.
وأضاف غولر، “لقد أوضحنا موقفنا بوضوح حول قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ولا رجعة فيه، وسيتم دمجهم حتمًا في الجيش السوري”.
وتابع، “تتحدث قوات سوريا الديمقراطية أيضًا عن الدمج، لكنها تقصد الدمج كوحدة واحدة، يجب أن يتم دمجهم بشكل فردي، وليس كوحدة واحدة، وإلا، لما كان هذا دمجًا”.
وفي حال لم يتم دمج “قسد” في الجيش السوري، قال غولر في رده على أحد الصحفيين، “منذ عام 2016، عندما كنا ننفذ عملياتنا في سوريا، كانت الولايات المتحدة وروسيا موجودتين هناك، وقمنا بما يلزم دون استشارة أحد، وفي المستقبل، إذا دعت الحاجة، سنفعل ما هو ضروري دون استشارة أحد”.
وأشار غولر إلى العمليات السابقة ضد “قسد” في سوريا بالقول، “عندما انتهت تركيا من تدمير 302 كيلومتر من الأنفاق التابعة لـ”قسد” في منطقة تل رفعت، وفي ومنبج بسوريا، كما تم تدمير 430 كيلومترًا من الأنفاق ليبلغ إجمالي طول الأنفاق التي دمرت 732 كيلومترًا، مما يتيح لهم تمكين السكان من الاستقرار والزراعة في هذه المناطق، مؤكدًا مواصلتهم هذا العمل”.
وختم حديثه بقوله، “عندما سيطرنا على عفرين، كانت جميع المساجد والكنائس والمدارس قد تحولت إلى “معاقل للإرهابيين” وبتطهير عفرين مما وصفه بـ”الإرهاب”، “دمرنا جميع الأنفاق التي رصدناها، ورغم وجود أكبر سد في المنطقة شمال عفرين، إلا أن السكان ظلوا بلا ماء، لقد جعلنا المنطقة آمنة وصالحة للسكن، كما أننا نراقب عن كثب أنشطة حفر الأنفاق التي يقوم بها التنظيم الإرهابي في الرقة ودير الزور”.
دمشق تقدم مقترحًا لدمج “قسد”
في 18 من كانون الأول، قالت وكالة “رويترز”، إن مسؤولين سوريين وكردًا وأمريكيين يسابقون الوقت قبل حلول نهاية العام لإظهار تقدم، ولو محدود، في اتفاق 10 آذار.
ونقلت الوكالة عن عدة مصادر سورية وكردية وغربية، مشاركة في المحادثات أو مطلعة عليها، أن المفاوضات تسارعت خلال الأيام الماضية رغم تزايد الإحباط بسبب التأخير، مؤكدة أن الحكومة السورية أرسلت مقترحًا إلى “قسد” يوافق على ضم قواتها إلى الجيش السوري على شكل ألوية وفرق.
ونقلت قناة “العربية” عن مصدر أمني في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن استلام “قسد” لمقترح خطي وصلها من الحكومة السورية وذلك للمرة الأولى منذ أن وقعت “قسد” اتفاق 10 آذار مع الحكومة السورية.
وأكدت لجنة “تفاوض الإدارة الذاتية” التي شكلها قائد “قسد”، مظلوم عبدي، بعد الاتفاق وصول المقترح من الحكومة السوري.
ويقتصر عمل هذه اللجنة على كيفية دمج “قسد” في الجيش السوري ومناقشة آلية تنفيذ بقية بنود الاتفاق.
وأضاف المصدر المسؤول في “قسد” لـ”العربية” أن الوفد التفاوضي لـ”قسد” سيصل إلى دمشق “قريبًا” دون تقديم التوقيت الفعلي للاجتماع المرتقب مع دمشق.
وتابع أن مقترح دمشق المكتوب شمل موافقتها على ضم “قسد” للجيش السوري على شكل ألوية وفرق وهي “ترجمة فعلية” لوعد قطعه الشرع لعبدي عندما اجتمعا في دمشق في تشرين الأول الماضي، حين وافق الرئيس السوري حينها “شفهيًا” على ضم “قسد” إلى الجيش السوري على شكل كتلة واحدة.
وبحسب خمسة مصادر تحدثت إلى “رويترز”، يتضمن المقترح إبداء دمشق استعدادها للسماح لـ”قسد” بإعادة تنظيم نحو 50 ألف مقاتل ضمن ثلاث فرق رئيسية وألوية أصغر، شريطة تخليها عن بعض سلاسل القيادة وفتح مناطق سيطرتها أمام وحدات أخرى من الجيش السوري.
وقال أحد مسؤولي “قسد” لـ”رويترز”، “نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى”.
وذكر مسؤول غربي ثانٍ أن أي إعلان قد يصدر خلال الأيام المقبلة سيكون هدفه جزئيًا “حفظ ماء الوجه”، وتمديد المهلة، والحفاظ على الاستقرار في بلد لا يزال هشًا بعد عام على سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.
وبحسب معظم المصادر، فإن أي صيغة محتملة لن تصل إلى مستوى الدمج الكامل لـ”قسد” في الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى بحلول نهاية العام، كما نصّ عليه اتفاق 10 آذار.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة، الداعمة للرئيس السوري أحمد الشرع، والتي تدعو المجتمع الدولي لدعم الحكومة السورية لعبت دور الوسيط عبر نقل الرسائل بين “قسد” ودمشق، وتسهيل المحادثات، والضغط باتجاه إبرام اتفاق.
وقال مسؤول سوري إن المهلة المحددة لنهاية العام “ثابتة”، ولن يُنظر في تمديدها إلا إذا أقدمت “قسد” على “خطوات لا رجعة فيها”.
وقال عبد الكريم عمر ممثل الإدارة الذاتية في دمشق، إن المقترح، الذي لم يُعلن عنه رسميًا، يتضمن “تفاصيل لوجستية وإدارية قد تثير خلافات وتؤدي إلى تأخير”.
وفي المقابل، قال مسؤول سوري رفيع لـ”رويترز” إن المقترح “يتسم بالمرونة بما يسهل التوصل إلى اتفاق ينفذ اتفاق آذار”.









0 تعليق