ترامب أمام الأمم المتحدة: عصر السلام تبدّد وحلّ محله عصر الأزمات

  • غوتيريش: أسس السلام تتضعضع تحت ثقل الإفلات من العقاب وانعدام المساواة وعدم المبالاة


انطلقت في مقر الأمم المتحدة أمس أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة المئات من قادة الدول والديبلوماسيين والمسؤولين رفيعي المستوى من مختلف دول العالم.

وألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلمته أمام الجمعية العامة هي الاولى في ولايته الثانية، وقال عصر السلام والاستقرار تبدد وحل محله عصر الأزمات.

وأضاف: أميركا كانت تتجه إلى الأسوأ لكن الوضع تغير مع وصولي للرئاسة مجددا، والإدارة السابقة تركت لنا تضخما قياسيا وانكماشا اقتصاديا. وتابع: عهدي هو العصر الذهبي لأميركا.

وقال: في ولايتي الأولى بنيت أفضل اقتصاد في تاريخ العالم وهذه المرة أعمل على اقتصاد أفضل، والأموال تتدفق على أميركا ونبني حاليا أفضل وأعظم اقتصاد، ومنذ تسلمي زمام السلطة حققنا استثمارات قيمتها 17 تريليون دولار.

وإذ أكد ان عدد الأجانب الذين يتدفقون إلى أميركا بشكل غير قانوني وصل إلى الصفر، شدد على ان كل من يدخل الولايات المتحدة بشكل غير مشروع سيتم إبعاده وربما سيحدث له ما هو أسوأ.

وتابع: أميركا لديها حاليا أقوى جيش وأقوى اقتصاد وأقوى علاقات، مضيفا: قمت ببناء علاقات ثمينة مع السعودية ودول الخليج.

وفي حديثه عن الأمم المتحدة مازح الرئيس الاميركي المجتمعين قائلا: أنا بكامل لياقتي على عكس الأمم المتحدة ووصف المنظمة الدولية بأنها «عبارة عن مصعد توقف في منتصف طريقه».

ومضى ترامب منتقدا أكبر منظمة دولية قائلا إن إمكانات الأمم المتحدة هائلة لكنها لا ترقى حتى ولو بقليل إلى المستوى المطلوب، مشتكيا في خطابه من سلالم إلكترونية معطلة في مبنى المنظمة في نيويورك، مضيفا «الأمم المتحدة لم تقف إلى جانبنا في مسعانا لوقف الحروب، أنهيت 7 حروب بعضها دام 30 عاما والأمم المتحدة لم تحاول التدخل».

وعرج الرئيس الأميركي إلى إيران مؤكدا انها لن يسمح لها بامتلاك سلاح نووي، وقال: عرضت على المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي التعاون والرد كان تهديد المصالح الأميركية. وأشار ترامب إلى ان السلاح النووي يشكل أكبر خطر أمامنا.

وفي السياق ذاته، قال ترامب: أمد يد الصداقة لأي دولة تريد بناء عالم أكثر أمنا وازدهارا.

وقال الرئيس الاميركي: يجب أن أحصل على جائزة نوبل بعد إنجازاتي لكن هذا ليس ما يهمني.

وعن الحرب الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة قال ترامب: أسعى الى تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وحماس رفضت بشكل متكرر كل العروض، يجب ألا نستسلم لمطالب حماس وعليها الإفراج عن الرهائن فورا. واعتبر ترامب أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية جائزة لحركة حماس.

وتطرق إلى الحرب الأوكرانية، وقال: كنت أعتقد أن إنهاء الحرب في أوكرانيا سيكون سهلا، وأعمل بشكل مكثف لوقف القتال الدائر فيها. وأضاف ان آلاف الجنود الشباب يموتون أسبوعيا من روسيا وأوكرانيا، لافتا إلى ان استمرار الحرب يشوه صورة روسيا.

وكان الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش حذر من أن خفض الدعم المالي للمساعدات الإنسانية يسبب فوضى.

وقال غوتيريش في كلمته خلال اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «خفض مساعدات التنمية يسبب فوضى. هذا حكم بإعدام كثيرين، وسرقة لمستقبل عدد أكبر». وأضاف غوتيريش في كلمته التي أتت قبيل إلقاء الرئيس الأميركي خطابه أمام الجمعية العامة «في مفارقة في زماننا: نعرف ما الذي نريده إلا أننا ننزع طوق النجاة نفسه الذي يجعل (الحصول على) ذلك ممكنا».

وأشار إلى الأزمات المتفاقمة في عدد متزايد من البلدان وحذر من خطر انتشار الأسلحة النووية.

وقال إن «العديد من الأزمات تتواصل دون رادع فيما يهيمن الإفلات من العقاب. الخروج عن القانون عدوى تقود إلى الفوضى وتسرع الإرهاب ومخاطر (الأسلحة) النووية المتاحة للجميع».

لكنه لفت إلى وجود بارقة أمل، مشيرا إلى وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلند والاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا الذي «لعبت الولايات المتحدة دور الوساطة فيه».

لكنه حذر من أن «أسس السلام.. تتضعضع تحت ثقل الإفلات من العقاب وانعدام المساواة وعدم المبالاة». وأضاف أن «دولا ذات سيادة تتعرض إلى الغزو. الجوع يستخدم سلاحا. الحقيقة يتم إسكاتها. يتصاعد الدخان من المدن التي تتعرض للقصف. يزداد الغضب في مجتمعات المفككة وتبتلع البحار التي يرتفع منسوبها السواحل».

وأكد أنه «حول العالم، نرى بلدانا تتصرف وكأن القواعد لا تطبق عليها. نرى بشرا يعاملون وكأنهم أقل من البشر».

وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى الحرب الاسرائيلية على غزة الفلسطيني، مؤكدا أن الأهوال في القطاع مستمرة ونطاق القتل تخطى الحدود، مشددا على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد.

وحول هجمات 7 أكتوبر والحرب الدائرة من حينها، قال: «لا شيء يبرر هجمات 7 أكتوبر ولا العقاب الجماعي لسكان غزة، ونريد وقفا دائما لإطلاق النار في غزة وإعادة المحتجزين الآن». وقال «عبرنا عن دعمنا لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية بوضوح». وتابع: لم يتم الالتزام بتدابير محكمة العدل الدولية بشأن غزة.

وأضاف غوتيريتش في كلمته أن ركائز السلام تتداعى بسبب الإفلات من العقاب، وأن الحروب تستعر مع عدم التزام بعض الدول بالمواثيق الدولية. وبالنسبة للحرب الروسية - الاوكرانية قال الأمين العام للأمم المتحدة: ينبغي العمل على إحلال السلام في أوكرانيا.

وشهدت نيويورك تدابير أمنية مشددة واستثنائية، بالتوازي مع انعقاد الجلسات حيث تصنف السلطات الأميركية هذا الحدث ضمن فئة «حدث أمني وطني خاص»، وهي الفئة الأعلى من حيث متطلبات الأمن في البلاد، والمطبقة أيضا خلال مراسم تنصيب رؤساء الولايات المتحدة.

وأغلقت شرطة نيويورك بشكل كامل حركة المرور في الجهة الشرقية الوسطى من مانهاتن، وأحاطت جميع الشوارع القريبة من المبنى بحواجز معدنية ضمن طوق أمني مشدد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «الصحة العالمية» تحذّر من التفشي المقلق لوباء «الكوليرا» في السودان
التالى السعودية ترحّب باعتراف فرنسا وباقي الدول بالدولة الفلسطينية