عون التقى في نيويورك أمين عام الأمم المتحدة ورئيس قبرص ورئيسي وزراء إسبانيا وهولندا

عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في مكتب الأمين العام بمبنى الامم المتحدة في نيويورك وذلك على هامش انعقاد اعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ورئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفير أحمد عرفة، والمستشارين العميد اندريه رحال وجان عزيز، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

في بداية اللقاء، رحب غوتيريش بالرئيس عون، وقال ان موقف الأمم المتحدة واضح لجهة دعم الجيش اللبناني في المسؤوليات التي يتولاها، وأبدى تقديره العالي لجهود الحكومة اللبنانية والعمل على تعزيز دورها على الصعيد الأمني وحصر السلاح بالقوات المسلحة اللبنانية، وتفهمه للصعوبات التي مر بها لبنان، مشيرا إلى ان المجتمع الدولي مدرك ان الرئيس عون يعمل لما فيه خير لبنان ولتأمين مستقبل آمن ومستقر له.

وتحدث عن التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» لمدة سنة، وانسحابها بعد سنة اخرى، بحيث تكون هذه الخطوة بالتنسيق مع الجيش اللبناني لتأمين استمرار الهدوء، وقال «نحن متضامنون معكم ونتمنى لكم الخير في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان».

وعرض رئيس الجمهورية للجهود التي تبذلها الحكومة لاعادة النهوض بلبنان، ولقرارها بحصر السلاح بالقوات المسلحة اللبنانية. ووضع الرئيس عون الامين العام للأمم المتحدة في اجواء ما يشهده الجنوب من اعتداءات إسرائيلية وما ترتكبه من مجازر على غرار مجزرة بنت جبيل التي ذهب ضحيتها رب عائلة و3 اطفال، شارحا انها نفذتها بعد انتهاء اجتماع لجنة «الميكانيزم»، ما يعني عدم احترامها لاعلان 27 نوفمبر 2024، ولكل القرارات الدولية ومنها القرار 1701.

وشدد الرئيس عون على ان هذه الممارسات الإسرائيلية العدائية من شأنها تأخير تنفيذ القرارات اللبنانية وانتشار الجيش على كامل الاراضي اللبنانية، واعادة الاعمار، على الرغم من كل ما تقوم به الحكومة من خطوات اصلاحية وتتخذه من قرارات وترحيبها بخطة قيادة الجيش لنزع السلاح في اطار حصره بيد الدولة. وقال ان لبنان سيستمر في اتخاذ مثل هذه الخطوات، لأنها تصب في مصلحته ومصلحة شعبه، ولكنه سيرحب بأي مساعدة او تدخل من شأنه ان يضع الضغط على اسرائيل للانسحاب من الاراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها، علما ان الجيش اللبناني يقوم بجهود جبارة لتنفيذ المهام الموكلة اليه في الجنوب، وهو قد انتشر بالفعل في معظم الاراضي الجنوبية ويقوم بدوره كاملا، وهو يقدم الشهداء خلال قيامه بواجبه في هذا المجال، كما انه يصادر كل الاسلحة في اماكن تواجده. وشدد على استعداد لبنان للقيام بكل الجهود للحفاظ على امنه واستقراره وسيادته وحماية شعبه من خلال قواه الشرعية، وعلى وجوب انسحاب إسرائيل وتنفيذها ما تم الاتفاق عليه لتتحمل الحكومة مسؤولية الاوضاع على اراضيها.

والتقى الرئيس عون رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، وجرى بحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، اضافة إلى التطورات في المنطقة في ضوء الاحداث الاخيرة ولاسيما منها الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت لبنان، والمستمرة ايضا على قطاع غزة، وكان نقاش حول الاسباب التي تدفع إسرائيل إلى تجاهل ارادة المجتمع الدولي في وقف هذه الممارسات العدوانية، كما تطرق البحث إلى موضوع «اليونيفيل» والدور الذي تلعبه مع الجيش اللبناني لاعادة الاستقرار إلى الجنوب.

ولفت الرئيس عون إلى ان إسرائيل تتجاهل الآلية المعتمدة لمراقبة وقف الاعمال العدائية، وتلك المعتمدة ايضا في التدقيق في صحة المعلومات حول الاماكن التي يشتبه بها. وتناول الحديث ابعاد الاعتداء الاسرائيلي الاخير على قطر، وتداعياته على المنطقة ككل.

وعرض الرئيس عون كذلك مع رئيس الوزراء الهولندي ديك شكوف، الوضع في الجنوب وعمل لجنة «الميكانيزم». وشكر الرئيس عون لهولندا دورها وحرصها على الحفاظ على الاستقرار في الجنوب واستعدادها الدائم لمساعدة لبنان، كما تم التطرق إلى دور المجتمع الدولي في وضع حد للممارسات الاسرائيلية العدوانية. وسأل رئيس الجمهورية عن ردة الفعل الدولية ازاء المجازر الإسرائيلية وآخرها المجزرة في بنت جبيل، وضربها عرض الحائط رغبات ودعوات المجتمع الدولي إلى انهاء القتل واعتماد الحوار واحلال السلام.

وعرض الرئيس عون للدور الذي يقوم به الجيش في الجنوب، والمهام التي ينفذها على الرغم من تواضع الامكانات المتوافرة له، مشيدا بالعمل الجبار الذي يؤديه. وابدى شكوف استعداد بلاده لدعوة اصدقاء لبنان إلى مساعدته في كل ما يحتاج اليه، والى امكانية البحث مع إسرائيل في وقف اعتداءاتها، وذلك بحكم العلاقات التي تربط هذه الدول بإسرائيل.

ثم استقبل الرئيس عون نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، الذي شكر في مستهل اللقاء الرئيس عون على المساعدة التي قدمها لبنان إلى قبرص للمساهمة في اخماد الحرائق التي اندلعت هناك، ووجه له دعوتان لزيارة قبرص، الاولى في شهر يناير المقبل عندما تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي، والمشاركة في الاحتفال الذي سيقام في هذه المناسبة إلى جانب رؤساء عدة دول اوروبية، حيث ستكون فرصة للقاء الرئيس عون معهم والبحث في سبل التعاون بين دولهم ولبنان. اما الدعوة الثانية فهي في شهر إبريل المقبل حيث تستضيف قبرص اجتماعا اوروبيا لتحديد ماهية المساعدات التي سيقدمها الاتحاد الاوروبي إلى لبنان. وتمنى الرئيس القبرصي على الرئيس عون المشاركة الشخصية في هاتين المناسبتين، نظرا إلى الفوائد التي يمكن ان يحصدها لبنان من هاتين المناسبتين، وتعزيز العلاقة بينه وبين دول اوروبا.

كما طلب الرئيس كريستودوليدس من الرئيس عون تحديد المشاريع التي يرغب لبنان في تمويلها من قبل الاتحاد الاوروبي في مختلف المجالات، وذلك للعمل على تخصيص الاعتمادات المناسبة لها، على ان يتولى وزيرا الخارجية في البلدين وضع خطة عمل لهذه المشاريع واولويتها.

وتطرق البحث إلى الوضع في الجنوب في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الاخيرة. وعرض الرئيس عون للمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في بنت جبيل، لافتا إلى انها تزامنت مع انتهاء اجتماع لجنة المراقبة، «ما يمكن تفسيره أنه تأكيد على تجاهل إسرائيل للمساعي المبذولة لوقف الاعمال العدائية في الجنوب، حتى ولو ان اللجنة يرأسها جنرال اميركي، ومنبثقة من اعلان 27 نوفمبر 2024».

كما تناول البحث ايضا الوضع في الاراضي الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، والموقف الذي اتخذته غالبية الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الرفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين في نيويورك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ «الأنباء»: باراك يمنح إسرائيل تفويضاً مفتوحاً ويضع لبنان أمام معادلة مستحيلة
التالى الرئيس اللبناني هنّأ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده باليوم الوطني السعودي