عون عرض أولويات لبنان على روبيو.. وبري: توصيف باراك للحكومة والجيش مرفوض

بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين

رسم لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ماركو روبيو في نيويورك، خريطة الطريق التي يسلكها لبنان الرسمي، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والضغوط الدولية على الدولة اللبنانية، لجهة الإسراع في الانتهاء من حصر السلاح بيد الدولة، والمقصود منه أساسا نزع سلاح «حزب الله» بالكامل.

وكان عون التقى روبيو في نيويورك وطالبه «بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية على تأكيد التزام إسرائيل مضمون إعلان 27 نوفمبر 2024، لوقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان وانسحابها من النقاط التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لديها، وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لاسيما انه لم يحصل أي خرق لهذا الاتفاق من الجانب اللبناني».

كما طلب منه «دعم الجيش اللبناني بالعتاد والتجهيزات كي يتمكن من أداء مهامه التي تشمل كل المناطق اللبنانية». كذلك طالب بتوفير الفرص اللازمة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.

ودعا إلى «دعم الولايات المتحدة الأميركية للجهود المبذولة لانعقاد مؤتمر مخصص لإعادة الإعمار في لبنان».

من جهته، أكد الوزير روبيو استمرار الدعم الاميركي للبنان، منوها بالجهود التي بذلها الرئيس عون والحكومة اللبنانية لتمكين لبنان من استعادة عافيته وتجاوز الظروف التي مر بها.

مطالب عون رسمت الخريطة اللبنانية، والتي تقوم على تثبيت وقف إطلاق النار أولا، ووقف الخروقات الإسرائيلية التي توازي الحرب الكبرى في بعض الأحيان.

وما لم يسمعه الرئيس عون من روبيو من اختلاف وجهة النظر الأميركية، والمؤيدة للمطالب الإسرائيلية، تحدث به الموفد السفير توماس باراك في لقاء تلفزيوني مع قناة «سكاي نيوز»، معتبرا ان كل ما جرى لبنانيا بشأن نزع سلاح «الحزب» اقتصر على الكلام، مشيرا إلى ان «الحزب يعيد بناء قوته». وذهب باراك أبعد بالقول: «حزب الله عدونا وإيران عدوتنا، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها».

رئيس المجلس النيابي نبيه بري، علّق على تصريحات باراك بالقول: «توصيف باراك للحكومة اللبنانية وللجيش والمقاومة، مرفوض بالشكل والمضمون، لا بل مناقض لما سبق وقاله. ونؤكد أن الجيش اللبناني قائدا وضباطا ورتباء وجنودا هم أبناؤنا وهم الرهان الذي نعلق عليه كل آمالنا وطموحاتنا للدفاع عن أرضنا وعن سيادتنا وحفظ سلمنا الأهلي في مواجهة أي عدوان يستهدف لبنان وسلاحه ليس سلاح فتنة. ولتكن ذكرى العدوان مناسبة لإيقاظ الوعي لدى جميع اللبنانيين بأن ما تبيته إسرائيل من نوايا عدوانية لا يستهدف فئة أو منطقة أو طائفة، إنما هو استهداف لكل لبنان ولكل اللبنانيين ومواجهته والتصدي له مسؤولية وطنية جامعة».

وجدد بري «مطالبة الحكومة اللبنانية بضرورة الوفاء بالتزاماتها التي نص عليها البيان الوزاري، وخاصة لجهة المباشرة بصرف التعويضات لأصحاب المنازل المتضررة أو المهدمة، وضرورة أن تبادر الحكومة إلى مغادرة مساحات التردد لضبط هذا الملف الإنساني السيادي بأثمان سياسية».

باختصار، تقف الديبلوماسية اللبنانية أمام تشدد غربي ودولي في موضوع السلاح، مع عودة الكلام عن مهل إسرائيلية مدعومة بموافقة أميركية للانتهاء من هذا الملف، تحت طائلة التهديد «بالتكفل بإنجاز المهمة»، ما يعني المزيد من العمليات العسكرية في الأراضي اللبنانية ومن دون تحديد سقوف.

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ «الأنباء»: «شطب باراك لكل الانجازات التي حققتها الحكومة اللبنانية، والتي هي موضع إشادة دولية، واتهامها بأنها لا تقوم بأفعال بل بكلام فقط، يشكل ضغطا كبيرا على السلطات اللبنانية، خصوصا ان هذا الكلام جاء بالتزامن مع تهديدات معلنة وصريحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن النية بتدمير المحور المقابل، وان السنة المقبلة (ما يسمى السنة اليهودية) ستكون تاريخية لإسرائيل. وقد بدا واضحا رفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية من خلال استهداف المدنيين والأطفال مرتين خلال أسبوع، على عكس ما درجت عليه في استهدافاتها لعناصر وكوادر «حزب الله» منذ سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024».

وترى مصادر متابعة ان تزايد الضغط الدولي على لبنان يشير إلى ان الوقت لا يصب لصالح السلطات اللبنانية، خصوصا ان أمامها الكثير من الاستحقاقات وعليها العمل على تنفيذها خلال الأشهر القليلة المقبلة، وان عليها اتخاذ موقف حازم من موضوع بسط سيادة الدولة، تزامنا مع المؤشرات الدولية والمواقف التي أعلنت بشكل مباشر أو غير مباشر، والتي تشير إلى تأجيل أي بحث في عقد مؤتمرات لدعم لبنان قبل الانتهاء من ملف السلاح. والتأكيد الدولي أيضا ان لبنان قد تجاوز فترة السماح المتاحة لتنفيذ التعهدات التي التزم بها. وأشارت هذه المصادر إلى ان اجتماعات نيويورك ستخرج بخلاصة واضحة لحركة السلطة في الأسابيع المقبلة.

وذكرت المصادر انه في حين يتزايد الضغط الغربي على الحكومة اللبنانية من منطلق انها لا تقوم بالمهام المطلوبة في موضوع السلاح، وان مواقفها الأخيرة شكلت تراجعا عن النهج الذي استهلت به مسيرتها، جاءت تصريحات رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد لتصب في هذا الاتجاه والتي قال فيها «تعرضنا لضربة قاسية وتعافينا منها».

والى المواجهة اللبنانية مع المجتمع الدولي في الخارج، في الأروقة الخاصة بأعلى المنابر في نيويورك، تحصل توازيا مواجهة داخلية لبنانية لم تقتصر على الصمت بين الدولة اللبنانية ممثلة برئاسة الحكومة و«حزب الله»، لجهة إصرار الأخير على إدخال صخرة الروشة في برنامج إحيائه الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامين السابقين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس اللبناني هنّأ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده باليوم الوطني السعودي
التالى ماكرون: منح ترامب «نوبل للسلام» ممكن فقط في حال أوقف الحرب في غزة