“مدرّات البول” هي أدوية أو مواد تُستخدم لزيادة طرح البول من الجسم، وذلك عبر التأثير في الكليتين وتحفيزهما على التخلص من الماء والأملاح الزائدة، مثل الصوديوم والكلور، لكن الإفراط فيها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
تسهم “المدرّات” في تقليل كمية السوائل بالجسم، مما ينعكس على خفض ضغط الدم وتقليل الوذمات (التورمات) الناتجة عن احتباس السوائل.
تُعطى “مدرّات البول” لعدة فئات من المرضى، ولا يجوز استخدامها عشوائيًا دون إشراف طبي، وفق ما أكدته اختصاصية التغذية العلاجية والطب التكميلي نور قهوجي، لعنب بلدي.
ومن أبرز الحالات التي تحتاج إلى “مدرّات البول” مرضى ارتفاع ضغط الدم، إذ تساعد هذه الأدوية على تقليل كمية الدم وبالتالي خفض الضغط.
كما تُستخدم لدى مرضى قصور القلب للتخفيف من احتباس السوائل في الرئتين والأطراف، ولدى مرضى أمراض الكلى الذين يعانون من قلة طرح السوائل.
كذلك تُعطى لمرضى تشمّع الكبد المصحوب بالاستسقاء، وبعض حالات الوذمات الناتجة عن اضطرابات هرمونية أو أدوية معينة، إضافة إلى استخدامها أحيانًا في حالات ارتفاع الضغط داخل العين أو الجمجمة، بحسب الاختصاصية.
وتنقسم “مدرّات البول”، بحسب قهوجي، من حيث تركيبها وآلية عملها إلى عدة أنواع، من أشهرها مدرّات “الثيازيد”، التي تؤثر في النبيبات الكلوية وتقلل إعادة امتصاص الصوديوم، وتُستخدم غالبًا في علاج ارتفاع الضغط.
وتابعت الاختصاصية أن هناك “مدرّات العروة”، وهي أقوى الأنواع، وتعمل في جزء يسمى “عروة هنلي” في الكلية، وتُستعمل في الحالات الشديدة من احتباس السوائل.
كما توجد “المدرّات” الحافظة للبوتاسيوم، التي تساعد على طرح السوائل دون التسبب بنقص البوتاسيوم، وهو عنصر مهم لوظائف القلب والعضلات.
هل من بدائل طبيعية لـ”مدرّات البول”؟
قالت قهوجي، إنه توجد بدائل طبيعية لـ”مدرّات البول” الدوائية، حيث يمكن الاستفادة منها في الحالات الخفيفة أو للوقاية، وليس كبديل علاجي كامل في الحالات المرضية الشديدة.
من أشهر هذه البدائل، بحسب الاختصاصية، البقدونس، الذي يمكن غليه وشرب مائه مرة إلى مرتين يوميًا.
كما يعد الزنجبيل والكركديه والشاي الأخضر وماء الشعير من المواد الطبيعية المدرّة للبول.
ويعد الملفوف مدرًا طبيعيًا للبول ومصدرًا لمجموعة مميزة من المغذيات، أضافت قهوجي، إذ يمكن استخدامه موضعيًا للتخلص من احتباس السوائل، بالإضافة إلى الاستفادة من تناوله كوجبة غنية بالسوائل والألياف والمعادن.
الملفوف الأحمر كذلك يعد مضادًا للالتهابات بفضل مادة “الأنثوسيانين” التي يحتويها، لذا قد يكون فعّالًا في تخليص الجسم من أي التهاب قد يكون سببًا في الإصابة باحتباس السوائل أحيانًا.
كذلك يساعد الخيار والبطيخ على إدرار البول، لاحتوائهما على نسبة عالية من الماء، وفق اختصاصية التغذية العلاجية والطب التكميلي.
محددات استخدام المدرّات الطبيعية
نبهت الاختصاصية إلى أن المدرّات الطبيعية يجب أن تُؤخذ بكميات معتدلة ولمدة قصيرة، تتراوح عادة بين أسبوع وأسبوعين، مع الانتباه إلى شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف.
ويُمنع الإكثار منها لدى الحوامل والمرضعات أو مرضى الكلى إلا بعد استشارة مختص.
وتبقى “مدرّات البول”، سواء الدوائية أو الطبيعية، وسائل فعالة للتعامل مع احتباس السوائل، لكن استخدامها يجب أن يكون واعيًا ومدروسًا، لأن الإفراط فيها قد يؤدي إلى اختلال الأملاح، والجفاف، ومضاعفات صحية خطيرة، بحسب قهوجي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى











0 تعليق