حلب – محمد ديب بظت
تشهد عدة نقاط على خطوط النقل العام في حلب، خصوصًا خط “الدائري الجنوبي”، حالات متكررة لعدم التزام بعض “السرافيس” بمسارها الكامل.
المواطنون الذين يعتمدون على هذه الخطوط اليومية للتنقل بين الجامعة والمناطق الرئيسة، يجدون أنفسهم مضطرين للنزول في نقاط وسيطة، مثل سيف الدولة أو السكري أو الفردوس، قبل الوصول إلى نهاية الخط الرسمية.
هذه الظاهرة، بحسب مواطنين التقتهم عنب بلدي، تؤثر بشكل مباشر على الطلاب والموظفين، وسط غياب واضح للرقابة على التزام السائقين بالمسار الكامل.
“خياران صعبان”
حسناء المصري، مدرّسة في مدرسة “التقدم العربي” بحي كرم حومد، قالت إن الرحلة عبر خط “الدائري الجنوبي” باتت أكثر تعقيدًا.
وأضافت أن “سرافيس” خط “الدائري الجنوبي” لا تصل إلى نهاية الخط في منطقة الشعار، كما هو مقرر، ولا تكمل حتى ساحة الجامعة في رحلة العودة، بل تتوقف في نقاط وسيطة مثل حي سيف الدولة عند جامع “النصر” أو بحي السكري أو الفردوس.
هذا الخلل في الالتزام يضع الركاب أمام خيارين صعبين، إما دفع أجر إضافي أو البحث عن “سرفيس” آخر لإكمال الرحلة، بعد النزول في إحدى النقاط الوسيطة للوصول إلى الوجهة النهائية.
وبحسب حسناء، فإن هذه المشكلة لا تتعلق فقط بعدم انتظام الرحلات، بل تفرض أعباء إضافية على الركاب من حيث الوقت والتكلفة.
هذه الحالة تؤكد غياب الرقابة الفعلية على التزام السائقين بالخطوط المعتمدة، ما يضاعف معاناة الطلاب والموظفين الذين يعتمدون على هذه الخطوط للوصول إلى أماكن عملهم أو دراستهم يوميًا، بحسب تعبيرها.
سائقون يستغلون برفع الأسعار ليلًا
يوسف حردان، من سكان حي الفردوس ويعمل في حي الجميلية، قال إن معاناة النقل لا تقتصر على ساعات النهار أو على عدم التزام الخطوط بمساراتها الرسمية، بل تتفاقم بشكل واضح خلال الفترة المسائية والليلية.
فمع تراجع عدد “السرافيس” و”الباصات” العاملة بعد ساعات المساء، تصبح خيارات التنقل محدودة، ويجد الركاب أنفسهم أمام واقع أكثر صعوبة، خاصة لمن يضطرون للعودة إلى الأحياء الشرقية من المدينة.
وبحسب يوسف، فإن قلة وسائل النقل ليلًا تفتح المجال أمام بعض السائقين لفرض أجور أعلى من التعرفة الرسمية، مستفيدين من حاجة الركاب وعدم توفر بدائل حقيقية.
وأضاف أن التحكم بالأجور ليلًا بات ظاهرة متكررة، في ظل غياب الرقابة الفعلية على التعرفة المعلنة، ما يضع المواطنين أمام خيارين، إما دفع أجور مضاعفة للوصول إلى منازلهم، أو الانتظار لساعات طويلة على أمل العثور على وسيلة نقل تلتزم بالتعرفة.
بيان مصري طالبة جامعية من حي الصالحين أضافت بُعدًا آخر لمعاناة النقل، خاصة في ساعات الصباح، حيث تضطر يوميًا للتنقل باتجاه الجامعة وسط غياب الالتزام الواضح بخطوط السير.
وقالت إن الوصول إلى الجامعة لا يتم عبر رحلة واحدة كما هو مفترض، بل يتطلب في كثير من الأحيان استخدام أكثر من وسيلة نقل بسبب إنهاء بعض “السرافيس” رحلاتها قبل الوصول إلى نهاية الخط.
وأضافت أن هذا الواقع يفرض عليها الخروج في وقت أبكر من المعتاد لتفادي التأخر عن المحاضرات، وسط حالة من عدم اليقين بشأن وصول “السرفيس” إلى وجهته النهائية.
وأكدت أن التكلفة المادية تشكل عبئًا إضافيًا، إذ يتحول الدوام في الجامعة إلى مصروف يومي مضاعف مقارنة بالتعرفة الرسمية، نتيجة الحاجة لاستخدام أكثر من “سرفيس” لإكمال الطريق.
هذه المعاناة اليومية تعكس خللًا واضحًا في منظومة النقل التي يفترض أن تلبي احتياجات الطلاب، لكنها في الواقع تفرض عليهم أعباء زمنية ومالية تتراكم مع مرور الوقت.
“النقل” تحمّل المسؤولية للسائقين
في رد على الشكاوى المتداولة حول عدم التزام بعض خطوط النقل العام بمساراتها الكاملة، قال مدير النقل، محمد الشيخ، لعنب بلدي، إن “أغلب الشكاوى الواردة صحيحة”، مؤكدًا أن المشكلة لا تتعلق بتعديل رسمي على الخطوط، بل بعدم التزام بعض السائقين بالمسار المعتمد.
وأضاف الشيخ أن المسار الرسمي لخط “الدائري الجنوبي” لم يطرأ عليه أي تعديل، ويبدأ من ساحة الجامعة مرورًا بأدونيس، وجسر الإنشاءات، والهجرة والجوازات، والكرة الأرضية، ومفرق العلوم، وسوق سيف الدولة، ومفرق الدوحة، ومفرق المشهد، ومفرق السكري، ودوار جسر الحج، والصالحين، والمعهد الصناعي الخامس، والمرجة، وصولًا إلى دوار قاضي عسكر، والكراج الشرقي، والشعار، مع نهاية الخط عند دوار الصاخور.
وبيّن مدير النقل أن أسباب عدم التزام بعض السائقين بالخط الكامل، تعود إلى ما يعتبره السائقون تدني التعرفة مقارنة بتكاليف التشغيل، في وقت تعد هذه التعرفة مرتفعة بالنسبة للركاب بسبب ضعف القدرة المادية.
وحول آليات التعامل مع شكاوى المواطنين، أشار الشيخ إلى وجود مكتب مخصص لاستقبال الشكاوى الرسمية سواء بشكل ورقي أو إلكتروني، مؤكدًا أن الشكاوى تتابع بشكل فوري بهدف الاستجابة السريعة لمطالب الركاب وتحسين واقع النقل قدر الإمكان.







0 تعليق