قالت وكالة “رويترز” إن مسؤولين سوريين وكردًا وأمريكيين يسابقون الوقت قبل حلول نهاية العام لإظهار تقدم، ولو محدود، في اتفاق 10 آذار.
ونقلت الوكالة عن عدة مصادر سورية وكردية وغربية اليوم، الخميس 18 من أيلول، مشاركة في المحادثات أو مطلعة عليها، أن المفاوضات تسارعت خلال الأيام الماضية رغم تزايد الإحباط بسبب التأخير، مؤكدة أن الحكومة السورية أرسلت مقترحًا إلى “قسد” يوافق على ضم قواتها إلى الجيش السوري على شكل ألوية وفرق.
ونقلت قناة “العربية” عن مصدر أمني في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن استلام “قسد” لمقترحٍ خطي وصلها من الحكومة السورية وذلك للمرة الأولى منذ أن وقعت “قسد” اتفاق 10 آذار مع الحكومة السورية.
وأكدت لجنة “تفاوض الإدارة الذاتية” التي شكلها قائد “قسد”، مظلوم عبدي، بعد الاتفاق وصول المقترح من الحكومة السوري.
ويقتصر عمل هذه اللجنة على كيفية دمج “قسد” في الجيش السوري ومناقشة آلية تنفيذ بقية بنود الاتفاق.
وأضاف المصدر المسؤول في “قسد” لـ”العربية” أن الوفد التفاوضي لـ”قسد” سيصل إلى دمشق “قريبًا” دون تقديم التوقيت الفعلي للاجتماع المرتقب مع دمشق.
وتابع أن مقترح دمشق المكتوب شمل موافقتها على ضم “قسد” للجيش السوري على شكل ألوية وفرق وهي “ترجمة فعلية” لوعد قطعه الشرع لعبدي عندما اجتمعا في دمشق في تشرين الأول الماضي، حين وافق الرئيس السوري حينها “شفهيًا” على ضم “قسد” إلى الجيش السوري على شكل كتلة واحدة.
وبحسب خمسة مصادر تحدثت إلى “رويترز”، يتضمن المقترح إبداء دمشق استعدادها للسماح لـ”قسد” بإعادة تنظيم نحو 50 ألف مقاتل ضمن ثلاث فرق رئيسية وألوية أصغر، شريطة تخليها عن بعض سلاسل القيادة وفتح مناطق سيطرتها أمام وحدات أخرى من الجيش السوري.
وقال أحد مسؤولي “قسد” لـ”رويترز”، “نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى”.
وذكر مسؤول غربي ثانٍ أن أي إعلان قد يصدر خلال الأيام المقبلة سيكون هدفه جزئيًا “حفظ ماء الوجه”، وتمديد المهلة، والحفاظ على الاستقرار في بلد لا يزال هشًا بعد عام على سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.
وبحسب معظم المصادر، فإن أي صيغة محتملة لن تصل إلى مستوى الدمج الكامل لـ”قسد” في الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى بحلول نهاية العام، كما نصّ عليه اتفاق 10 آذار.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة، الداعمة للرئيس السوري أحمد الشرع، والتي تدعو المجتمع الدولي لدعم الحكومة السورية لعبت دور الوسيط عبر نقل الرسائل بين “قسد” ودمشق، وتسهيل المحادثات، والضغط باتجاه إبرام اتفاق.
وقال مسؤول سوري إن المهلة المحددة لنهاية العام “ثابتة”، ولن يُنظر في تمديدها إلا إذا أقدمت “قسد” على “خطوات لا رجعة فيها”.
وقال عبد الكريم عمر ممثل الإدارة الذاتية في دمشق، إن المقترح، الذي لم يُعلن عنه رسميًا، يتضمن “تفاصيل لوجستية وإدارية قد تثير خلافات وتؤدي إلى تأخير”.
وفي المقابل، قال مسؤول سوري رفيع لـ”رويترز” إن المقترح “يتسم بالمرونة بما يسهل التوصل إلى اتفاق ينفذ اتفاق آذار”.
ما اتفاق “10 من آذار”
توصل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في 10 من آذار الماضي، إلى اتفاق ينص على دمج “قسد” في مؤسسات الدولة السورية.
وجرى الاتفاق على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.
بحسب بنود الاتفاق، فالمجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة حقه في المواطنة وحقوقه الدستورية.
وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
واتفق الرئيس السوري مع مظلوم عبدي، على ضمان عودة جميع المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية، بالإضافة إلى دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى





0 تعليق