اتفق كبار المسؤولين الأوروبيين بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس على إنشاء هيئة دولية تتولى مهمة اتخاذ قرار بشأن دفع تعويضات لكييف بقيمة عشرات مليارات اليورو على خلفية الغزو الروسي.
وستقيم «لجنة المطالبات الدولية من أجل أوكرانيا» التي وقعت على تأسيسها 35 دولة، طلبات التعويض وتتخذ قرارا بشأنها.
وقال زيلينسكي للوفود «نتوقع أن تبدأ كل آلية تعويض.. بالحصول على دعم دولي قوي وكاف ليشعر الناس بصدق بأنه يمكن التعويض عن أي نوع من الأضرار الناجمة عن الحرب».
وأضاف الرئيس أن «هذه الحرب ومسؤولية روسيا عنها يجب أن تصبح مثالا واضحا ليتعلم الآخرون عدم اختيار العدوان».
ويأتي تشكيل اللجنة بعد تأسيس ما أطلق عليه «سجل الأضرار» الذي تلقى حتى الآن أكثر من 80 ألف طلب تعويض من أفراد أو مؤسسات. وستكون الخطوة الثالثة تأسيس صندوق تعويضات. ولم يتضح بعد كيف سيتم تطبيق هذا الجزء الحاسم من العملية.
ينسق آلية التعويضات مجلس أوروبا ومقره ستراسبورغ ويضم 46 دولة تحمي حقوق الإنسان في القارة.
وقال الأمين العام للمجلس آلان بيرسيه للصحافيين إن «تأسيس صندوق التعويضات متوقع ضمن إطار زمني مدته ما بين 12 و18 شهرا تقريبا»، وأضاف «من ثم، سيتم بشكل واضح تقديم دفعات للضحايا فور تشغيل الصندوق وتقديم الطلبات».
وأعلن رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف أن اللجنة الجديدة ستتخذ من لاهاي مقرا، وقال «نبعث رسالة واضحة جدا من هنا في لاهاي مفادها أنه بعد تحقيق السلام، يجب أن يسمح للعدالة بأن تأخذ مجراها».
من جانبها، لفتت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى أن الرسالة إلى الأوكرانيين الساعين للحصول على تعويضات هي: «لم ننس أنكم عانيتم».
في السياق ذاته، شدد ثمانية قادة أوروبيين اجتمعوا في هلسنكي أمس على أن الدفاع عن الخاصرة الشرقية لأوروبا أولوية «قصوى» للاتحاد الأوروبي في مواجهة التهديد الروسي.
وأفاد رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو الصحافيين بأن «روسيا ما زالت تمثل تهديدا اليوم وغدا وفي المستقبل المنظور لأوروبا بأكملها»، وذلك بعد أول اجتماع في إطار «قمة الخاصرة الشرقية» لقادة كل من بلغاريا وإستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا وپولندا ورومانيا والسويد.
وجاء في إعلان ختامي وقع عليه القادة بأن «الوضع يتطلب منح أولوية قصوى للخاصرة الشرقية للاتحاد الأوروبي من خلال نهج عملياتي منسق ومتعدد المجالات».
وأضاف القادة بأن ذلك يشمل «الإمكانيات القتالية البرية والدفاع بالمسيرات والدفاع الجوي والصاروخي وحماية الحدود والبنى التحتية الحيوية والتنقل العسكري والحراك المضاد».
وشددوا على أن الخاصرة الشرقية لأوروبا هي مسؤولية مشتركة و«يتعين الدفاع عنها بشكل عاجل وعبر القيادة والتصميم».
وتابعوا أنه يتعين تنسيق الجهود مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إنه «بإمكان الاتحاد الأوروبي لعب دور مهم في دعم الجهود الفردية للدول الأعضاء لتعزيز إمكانياتها الدفاعية عبر تحديد التمويل وعبر تبسيط القواعد وتعزيز التنقل العسكري».
وأضاف «يحظى الاتحاد الأوروبي والناتو بأدوار مختلفة مهمة ولكنها مكملة لبعضها إلى حد كبير فيما يتعلق بالخاصرة الشرقية».
ويأتي إعلان أمس في وقت تحاول أوكرانيا، بدعم من البلدان الأوروبية التوصل إلى تسوية مع الولايات المتحدة بشأن مقترح لإنهاء الحرب اعتبرت النسخة الأولى منه محابية لموسكو.
في المقابل، اعتبر الكرملين أمس أن مشاركة الأوروبيين في المفاوضات الجارية بشأن الخطة الأميركية حيال أوكرانيا «لا تبشر بالخير»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يبلغ بعد بنتائج آخر محادثات عقدت في برلين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، إن «مشاركة الأوروبيين، من حيث قابلية موسكو لقبول الاتفاق، لا تبشر بالخير».
من جهته، قال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن روسيا لن تقدم أي تنازلات بشأن منطقة دونباس أو شبه جزيرة القرم، وأن هذه القضايا غير قابلة للنقاش، حسبما ذكرت تقارير إعلامية روسية أمس.
وذكرت التقارير أن ريابكوف قال في مقابلة أجريت حديثا مع قناة «إيه بي سي» الأميركية إن موسكو لن توافق على نشر قوات غربية في أوكرانيا بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أن التوصل إلى حل مستدام حقيقي للأزمة الأوكرانية ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع سيستغرق وقتا طويلا وسيكون بالغ الصعوبة.
وأضاف أن هناك اختلافات واضحة بين الأطراف حول الحلول الممكنة، وأن الجانب الروسي على استعداد لبذل الجهود لتجاوز هذه الاختلافات.














0 تعليق