ترامب وشي يستغلان فرصة الضغط مع اقتراب انتهاء الهدنة والمحادثات

مباشر- يواصل الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينج المناورات لتعزيز نفوذهما قبل اجتماعهما المقبل وانتهاء الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حتى مع خطر تصعيد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

كشفت الصين هذا الأسبوع عن قيود جديدة شاملة على صادراتها من المعادن النادرة وغيرها من المواد الأساسية، في تكرارٍ للتحركات التي اتُّخذت في أبريل ردًا على ما يُسمى بتعريفات "يوم التحرير" التي فرضها ترامب. يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه بكين تجنب شراء فول الصويا الأمريكي ، مما يُفاقم الضغط الاقتصادي على المجتمعات الزراعية التي صوّتت بأغلبية ساحقة لصالح ترامب في انتخابات 2024.

في أحدث خطوة أُعلن عنها يوم الجمعة، أعلنت وزارة النقل الصينية أن الصين ستبدأ بتحصيل رسوم الموانئ على السفن المملوكة للشركات والأفراد الأمريكيين، بالإضافة إلى السفن المصنوعة في الولايات المتحدة. وستدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في 14 أكتوبر/تشرين الأول، وهو التاريخ نفسه الذي تعتزم فيه واشنطن فرض رسوم على السفن الصينية الكبيرة عند رسو سفنها في الموانئ الأمريكية.

جاءت هذه الضربة الصينية غير المتوقعة في أعقاب سلسلة من الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب لاستهداف ثاني أكبر اقتصاد في العالم. فإلى جانب الرسوم المقررة على السفن، أفادت التقارير أن مسؤولين في واشنطن اقترحوا في الأيام الأخيرة منع شركات الطيران الصينية من التحليق فوق روسيا على متن رحلاتها من وإلى الولايات المتحدة، وتوسيع العقوبات لمنع شركات مثل هواوي تكنولوجيز من الوصول إلى السلع الأمريكية المحظورة.

تشير التحركات الأخيرة، مجتمعةً، إلى أن كلا الجانبين يُجهّزان أوراق التفاوض قبل اجتماع القادة هذا الشهر على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية. في غضون ذلك، من المقرر أن تنتهي هدنة في حرب الرسوم الجمركية، التي شهدت في مرحلة ما ارتفاعًا في الرسوم الأمريكية إلى 145%، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، ما لم يتم تمديدها.

وكتب جوليان إيفانز بريتشارد ، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في كابيتال إيكونوميكس، في تقرير: "هذا النهج الصارم محفوف بالمخاطر إلى حد ما، ومن شأنه أن يعقد المحادثات مع الولايات المتحدة، حتى لو نجح في نهاية المطاف".

وأضاف أنه في حين أن توقيت القيود "قد يكون انتهازيا، فإننا نشتبه في أن الضوابط الجديدة مدفوعة في الغالب بأهداف جيوستراتيجية متوسطة الأجل"، ووصف هذه الخطوة بأنها محاولة من جانب بكين لردع المنافسين الأجانب في المجالات التي تريد العملاق الآسيوي الاحتفاظ بدور قيادي فيها.

يكمن الخطر الذي يواجه ترامب وشي في أن يصبح طريق إيجاد مخرج أكثر خطورة إذا ردت الولايات المتحدة بالمثل. وقد هدد الرئيس الجمهوري بالفعل باستخدام بعض نفوذه عند لقائه بشي، ملمحًا إلى أنه قد يقيد بيع بعض المنتجات إلى الصين، دون تقديم تفاصيل.

قال ترامب للصحفيين: "نستورد من الصين كميات هائلة. كما تعلمون، ربما علينا التوقف عن ذلك، لكنني لا أعرف بالضبط ما هو. ولا أنتم ولا أحد يعرف".

وأضاف أن وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك سيعملان على هذه القضية، دون الخوض في التفاصيل.

وتمنح سيطرة الصين على قطاع المعادن النادرة لها نفوذا رئيسيا في المفاوضات، حيث تم الإعلان الآن عن فرض قيود على جميع العناصر المعدنية السبعة عشر باستثناء خمسة منها.

تُبرز إضافة بكين لخمسة معادن أرضية نادرة متوسطة وثقيلة إلى ضوابط صادراتها، بالإضافة إلى المعادن السبعة المقيدة أصلاً، كيف أصبحت هذه المواد نقطة خلاف مع شركاء تجاريين آخرين غير واشنطن. وتُعدّ كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وألمانيا وكندا أكبر خمس دول مستوردة للمعادن الخمسة المضافة حديثًا، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية التي جمعتها بلومبرج.