نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأهلي يتحدث وآسيا تنصت, اليوم الخميس 8 مايو 2025 05:30 مساءً
تلا ذلك التميز فترة ركود أعاد إحياءها المدرب الصربي "نيبوشا" بدايات ومنتصف الألفين الميلادية بتخطيط مختلف، حيث كان محبوبا من الإدارة والجماهير، باعتماده على لاعبين شباب أعاد الفريق لمنصات التتويج بعد فترة غياب أجاد من خلالها صناعة التوليفة الأهلاوية بترتيب الموازين بين اللاعبين، ثم تولى بعده بعقد من الزمن المدرب السويسري "جروس" على فترتين، وكان معروفا بانضباطه وحزمه التكتيكي باعتباره المدرب الذي رسم معالم الأهلي الحديث من خلال تحقيقه ثلاثية تاريخية في موسم واحد.
حل مؤخرا المدرب الألماني "ماتياس يايسله" بثقافة ديناميكية شابة مغايرة عن سابقيه وبدء مشواره بمواجهة تحديات كبيرة؛ ورغم ذلك تكاتف ثلاثي النجاح، الإدارة واللاعبون والجماهير، وتم تنظيم وقفات التحفيز المعنوي الجماعي وقيام الإدارة بإصدار بيان أكدت فيه ثقتها بمنحه الدعم اللامحدود لتحقيق غايات النادي، كما استفاد يايسله من الفكر الإنجازي واعتمد على أسلوب اللعب الهجومي المباغت والانتشاري المنظم.
من الطبيعي في تاريخ كرة القدم أن تمر الأندية بفترات من الانكسار، ولا يعني ذلك نهاية الجهد بل قد تكون بداية المجد لإحياء فلسفة "السقوط للأعلى" ومن الهبوط كانت الصدمة التي أيقظت العملاق، حيث كانت الجماهير والوسط الرياضي في حالة ذهول تام؛ فالأهلي الذي اعتاد المنافسة في القمم، ويملك تاريخا عريقا وبطولات محلية وخارجية وجد نفسه فجأة في موقف لا يليق بتاريخه. ولكن، بدلا من أن يكون الهبوط ضربة قاضية، تحوّل إلى موجة عاتية قذفت بسفينة الأخضر إلى بر الأمان والاطمئنان.
البناء الجديد للأهلي إداريا وفكريا وفنيا وجماهيريا مع بداية المشوار في دوري الدرجة الأولى أدى لإعادة هيكلة المنظومة الكروية بالكامل، وتم التركيز الاستراتيجي باستقطاب توليفة لاعبين مختلفة وخلق بيئة تعاونية منضبطة عاد بموجبها الفريق إلى دوري روشن بقوة ومعه سلوكيات الخبرات المكتسبة من الصبر والعمل الجماعي والالتزام.
لم تكن العودة كافية لطموحات الأهلي، بل كانت مجرد انطلاقة استثمرت الإدارة في تعاقدات نوعية، وعيّنت جهازا فنيا عالي المستوى، مما أعاد للفريق شخصيته القوية وأسلوبه الهجومي الجريء، حيث رسم الطريق إلى آسيا منذ الأدوار الأولى، وتغيرت المنظومة من حيث الروح والتكتيك والصلابة الذهنية.
وفرض الأهلي نفسه كمرشح جاد للقب وواجه كبار القارة، ونجح في تجاوزهم واحدا تلو الآخر بأداء مقنع ومثير للإعجاب.
هذا الأهلي يصعد منصة التتويج ويسجل اسمه في صفحات المجد من جديد. لم يكن ذلك اللقب مجرد بطولة، بل كان رسالة مفادها أن العثرات تصنع المعجزات، وأن السقوط ليس عارا، بل قد يكون استنفارا للم الشمل وزرع الأمل تتزامن مع نوايا طيبة ودعم وطني سخي من لدن خام الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ووزير الرياضة.
لتصبح قصة الأهلي منهجا يعلم وأسلوبا يتم نقله بأن الإصرار والعمل المنظم قادران على تحويل المحن إلى منح، والتحديات إلى انتصارات؛ فهذا الأهلي حاضر في القمة يتحدث وقارة آسيا تنصت.
Yos123Omar@