«الميكانيزم» تركز «على عودة آمنة لسكان الجنوب».. ورئيس الوزراء المصري: صون السلم الأهلي واستعادة فاعلية مؤسسات الدولة

جريد الأنباء الكويتية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين وبولين فاضل

بدا أن الأمور تشابكت مع بعضها في لبنان، لجهة ربط المساعدات الخاصة بالجيش اللبناني، بما سيتحقق على الأرض مع نهاية السنة، لجهة حصر السلاح جنوب الليطاني، والانتقال بعدها إلى ما قبل المؤتمر الدولي الذي ضرب موعدا غير نهائي له في فبراير، إلى ما ستشهده منطقة شمال الليطاني، وربما وصولا إلى الأولي مدخل الجنوب.

كذلك، دخلت الانتخابات النيابية المقررة في مايو 2026 في دائرة طرح التأجيل بين تقني لفترة قصيرة، وأخرى غير محددة. وبدت الانتخابات وكأنها قد ربطت بملف السلاح من قبل الجهات الخارجية، وبحسابات أخرى من جهات داخلية.

في حين استمرت الوساطة المصرية على خط بيروت - تل أبيب وواشنطن لتجنيب لبنان تصعيدا إسرائيليا. وقد ترجم ذلك بزيارة رئيس الوزراء المصري د.مصطفى مدبولي إلى لبنان، تزامنا مع عقد اجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار الذي لم ينفذ من قبل إسرائيل والموقع في 27 نوفمبر 2024، في الناقورة الجمعة.

في كل ذلك، يوازن لبنان الرسمي خطواته، ويجهد أركان الحكم للإفادة من الصداقات العربية والأوروبية لتليين الموقف الأميركي وجعله يأخذ في الحسبان الهواجس اللبنانية، بالضغط على إسرائيل لعدم تفجير الأمور والمضي في التصعيد نحو حرب واسعة. إلا أن إسرائيل احتاطت لأمر كهذا بفرض أمر واقع ميداني، يقوم على توسيع البقعة الجغرافية لعمليات الاغتيال التي تقوم بها ضد كوادر وأفراد من «حزب الله».

رئيس الجمهورية العماد جوزف عون استقبل رئيس الوزراء المصري في قصر بعبدا. وبعدها انتقل مدبولي إلى عين التنية حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وكان مدبولي باشر نشاطه الرسمي من السرايا، حيث استقبله رئيس الحكومة د.نواف سلام. وأكد سلام في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري «التقدير للدور المصري في دعم لبنان في عمله على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ولوقف الأعمال العدائية الإسرائيلية المستمرة، والافراج عن الأسرى، فضلا عن مواكبة مصر الدائمة للبنان في مسيرته الإصلاحية، وتمسكها الدائم بوحدته وسيادته، في كل الظروف».

وقال سلام: «لبنان لا يطلب عونا موسميا، بل يسعى إلى شراكة دائمة مع مصر، شراكة تفتح أمامه أفقا عربيا مشرفا».

من جهته، أثنى مدبولي على جهود الدولة اللبنانية لـ «تحقيق الاستقرار، وصون السلم الأهلي، واستعادة فاعلية مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، وتمكينه من بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية». كما ثمن «الجهود المضنية للجيش اللبناني لتحقيق هذا الهدف، في إطار نهج متدرج ورؤية وطنية شاملة تحفظ للبنان وحدته وتماسكه، استنادا إلى اتفاق الطائف والقرارات الدولية، إيمانا بأن الدولة القوية هي الضمانة، وأن الشرعية الجامعة هي الملاذ». وأكد «موقف مصر الثابت والداعم للبنان، وحرصها الدائم على مساندته في هذه المرحلة الدقيقة، وهي تنظر إليه باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار في المشرق العربي، ولا تألو جهدا في مواصلة مساعيها الحثيثة للنأي بلبنان عن أي تصعيد».

وكرر رفض بلاده «لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها، وضرورة الانسحاب الفوري غير المشروط من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، بالإضافة إلى التنفيذ الكامل ودون انتقائية لقرار مجلس الأمن 1701».
من منبر قصر بعبدا تصريح لنائب رئيس الحكومة د. طارق متري قال فيه: «بدعوة من رئيس الجمهورية، وفي إطار السعي للتوصل إلى اتفاقية بين لبنان وسورية تتعلق بملف السجناء والموقوفين، عقد اجتماع حضره وزير العدل وعدد من القضاة، حيث أعطى الرئيس جوزف عون توجيهاته بضرورة درس أفضل الصيغ القانونية الممكنة للتفاهم والاتفاق مع الجانب السوري. وأكد الموقف اللبناني وجود رغبة قوية في إقامة أفضل العلاقات مع سورية، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات».

وأفادت السفارة الأميركية في بيان بأن «أعضاء اللجنة التقنية العسكرية للبنان (الميكانيزم) عقدوا اجتماعهم الخامس عشر في الناقورة في التاسع عشر من ديسمبر لمواصلة الجهود المنسقة دعما للاستقرار والتوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية. قدم المشاركون العسكريون آخر المستجدات العملياتية، وركزوا على تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين من خلال إيجاد سبل لزيادة التنسيق. وأجمع المشاركون على أن تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الضامن للأمن في قطاع جنوب الليطاني، أمر أساسي للنجاح».

وتابع البيان: «وفي موازاة ذلك، ركز المشاركون المدنيون على تهيئة الظروف للعودة الآمنة للسكان إلى منازلهم، ودفع جهود إعادة الإعمار، ومعالجة الأولويات الاقتصادية. وأكدوا أن التقدم السياسي والاقتصادي المستدام ضروري لتعزيز المكاسب الأمنية وترسيخ سلام دائم. وأكد المشاركون مجددا أن التقدم في المسارين الأمني والسياسي يظل متكاملا ويعد أمرا ضروريا لضمان الاستقرار والازدهار على المدى الطويل للطرفين، وهم يتطلعون إلى الجولة القادمة من الاجتماعات الدورية المقررة في 2026».

رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع قال في مؤتمر صحافي عقده في معراب بكسروان: «ما حصل في (جلسة المجلس النيابي) لا يبشر بالخير، خصوصا أننا بدأنا نرى بوادر «الترويكا» التي كانت موجودة في السابق. أنا أفهم تماما موقف «محور الممانعة» بأنه سيمنع أي جلسة نيابية تنعقد ويطرح فيها قانون الانتخابات، لكن الأمر المستغرب هو موقف باقي الأفرقاء. فالجلسة عقدت تحت حجة إقرار قوانين حياتية، ومن حضر قال إن همه الأساسي خدمة الناس، لكن المشكلة الأساسية تكمن في طريقة إدارة المجلس النيابي. فإذا كانت إدارة المجلس خاطئة، فلا يمكن بالتالي الوصول إلى نتائج صحيحة أبدا».

وإذ اتهم الرؤساء الثلاثة، «بالتواطؤ اذ تمكنوا من تأمين النصاب لجلسة مجلس النواب التي انعقدت (الخميس)»، أكد انه «لا توجد مشكلة شخصية بين حزب القوات اللبنانية والرئيس نبيه بري، بل الإشكال الوحيد هو في طريقة إدارة المجلس النيابي».

ولفت إلى انه «كان على رئيس الحكومة مراجعة موضوع مشروع القانون المعجل المكرر للانتخابات النيابية مع الرئيس بري، لكن الرئيس نواف سلام، الذي تربطنا به صداقة شخصية، حضر الجلسة النيابية وكان ذلك شيئا لم يكن».

وتوجه جعجع إلى المغتربين بالقول: «أيها المغتربون، ترتكب بحقكم جرائم كثيرة، فلا تصدقوا ما يقال. ومن الواضح أن رئيس المجلس النيابي لا يريد أن يصوت المغترب في البلد الذي يتواجد فيه».

وأضاف: «اذا لم تنجح مساعينا لإعطاء الحق للمغتربين في الانتخاب حيث هم، أطلب من المغتربين التوجه إلى لبنان يوم الانتخاب للتصويت وتصحيح المسار القائم حاليا».

وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني تفقد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وأجرى جولة ميدانية، تابع فيها سير الأعمال الجارية في صالة المغادرة، واطلع على إنجاز مرحلة محددة من مشروع التأهيل والتحديث.

وفي شق يتعلق بالأعياد، أعلنت بلدية الخيام في بيان أنها باشرت «حملة تنظيف وتأهيل كنائس البلدة، ضمن الاستعدادات لعيد الميلاد المجيد، تمهيدا لاستقبال المؤمنين والمشاركين في الاحتفالات»، لافتة إلى أن «الأعمال شملت إزالة الركام وآثار الحرب والغبار الناتج عن التهجير القسري، وإعادة الكنائس إلى رونقها لتستقبل العيد بحلة جديدة تعبر عن إصرار الخيام على الحياة والعودة والفرح».

وأكدت البلدية أن «هذه المبادرة تأتي في إطار التمسك بالعيش المشترك وتثبيت النسيج الاجتماعي المتكامل الذي لطالما ميز المدينة، حيث تتعانق أجراس الكنائس مع صلوات المساجد في جميع المناسبات، أكانت أفراحا أم أحزانا».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق