التخطي إلى المحتوى
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

أكد سفير اليونان بالقاهرة نيقولاوس باباجيورجيو، على أن العلاقات الاستراتيجية مع مصر تقوم على أساس الاحترام المتبادل واحترام القانون الدولي وإدراك مماثل للتحديات والبيئة بشكل أوسع مما انعكس على التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
وأضاف السفير – في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء- أن العلاقات السياسية شهدت مؤخرا قرارا مهما للرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس بتشكيل مجلس التعاون رفيع المستوى بقيادة الزعيمين وبعضوية عدد من الوزراء من كلا الجانبين، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يعقد اجتماعه الأول في أثينا.
وأكد أن هذا المجلس يعد التطور الطبيعي لعلاقة تنمو دائما وانعكاس خالص للإرادة السياسية القوية لدى الجانبين لرؤية هذا التعاون يتطور ويتوسع، مشيرا إلى أن هذا المجلس يهدف إلى دعم سبل تعزيز التعاون الثنائي واستكشاف الإمكانيات في كل مجال ممكن، مشيرا إلى أن قيادة هذا المجلس على مستوى الزعيمين يعد دليلا واضحا على أهميته في الاطار العام للعلاقات الثنائية.
وقال إن قيمة التبادل التجاري بين البلدين بلغت 93ر1 مليار يورو عام 2023 من بينها صادرات مصرية لليونان تقدر ب42ر1 مليار يورو بينما الواردات المصرية بلغت 506 ملايين يورو، مضيفا أن أثينا تعمل على تحقيق توازن أفضل في التجارة الثنائية فضلا عن تنويع محفظة الصادرات اليونانية ودمج العديد من فئات الصادرات الأخرى، مثل تكنولوجيات الإدارة البيئية، ومواد البناء، والأنابيب البلاستيكية، وتكنولوجيات الطاقة المتجددة، والمواد الغذائية ذات الجودة الموحدة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها.
وأوضح أن الجانبين المصري واليوناني اتفقا على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد من أجل أن يصبح التعاون الاقتصادي على نفس مستوى الحوار والتعاون السياسي بين البلدين، معربا عن قناعته بأن العلاقات الممتازة بين مصر واليونان تستحق هذا الجهد.
وعن آلية التعاون بين مصر واليونان وقبرص، قال إن باباجيورجيو هذه الدول الثلاث الواقعة في قلب شرق البحر الأبيض المتوسط، تتقاسم وجهات النظر والتوجهات بشأن القضايا في الجوار المشترك، وتتمتع بتعاون ينمو في جميع المجالات الممكنة وتعبر عن الاعتدال في هذه الأوقات المضطربة.. موضحا أن هذه الصفات تجعل هذه الشراكة صيغة نموذجية للتعاون الإقليمي.
وأكد أن مثل هذه الشراكات مصدر للقوة لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة الأوسع وازدهار الشعوب المعنية، مشيرا إلى أن التعاون بين هذه الدول يعتمد على مبادئ القانون الدولي والاحترام المتبادل. 
وعن غزة، أكد على أن مصر تشكل مركزا للاستقرار في المنطقة التي تشهد عدم استقرار إلى حد كبير؛ وهي بلد لها أهمية محورية في القارة الأفريقية، وفي العالمين العربي والإسلامي مضيفا أن كلا هذه العناصر مجتمعة، فضلا عن تصرف الحكيم والمعتدل لمصر في تعاملها مع أطراف ثالثة سواء إقليمية أو غيرها، يكون له تأثيرا إيجابيا مضاعفا.
وأوضح أن مصر تلعب دورا رئيسيا معترفا به عي نطاق واسع في الحرب الحالية في غزة سواء من حيث التوسط من أجل إحلال السلام، فضلًا عن توجيه المساعدات الإنسانية، أو تقديم مساعداتها الخاصة، إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.. وهذه الجهود تحظى بتقدير كبير من اليونان.
وعن الهجرة غير الشرعية، قال باباجيورجيو إن هناك اعترافا على نطاق واسع بأن مصر تلعب دورا رئيسيا في التعامل مع تحديات الهجرة، والتي تفاقمت بسبب الأزمات الإقليمية.. موضحا أن اليونان، التي تقع في مفترق طرق تدفقات الهجرة، تعد الهجرة قضية ذات أولوية كبيرة في ضوء الحاجة إلى القضاء على المسارات غير القانونية للهجرة والمتاجرين بالبشر الذين صنعوا حياتهم المهنية من المعاناة الإنسانية.. موضحا أن هناك اهتماما بتوفير الفرصة للمهتمين لمتابعة الطرق القانونية المناسبة للزيارة والعمل في دول الاتحاد الأوروبي. 
وأفاد بأن مفهوم التنقل يعد عنصرا أساسيا للشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم التوقيع عليها مؤخرا بين مصر والاتحاد الأوروبي.. معربا عن قناعة أثينا بأهمية الدور الذي تلعبه مصر في هذا المجال، مشيرا إلى أن وزير الهجرة واللجوء اليوناني سيزور القاهرة خلال الفترة المقبلة لبحث سبل تعزيز التعاون مع نظرائه المصريين في القضايا المتعلقة بالهجرة.
وعن التعاون الاقتصادي، قال إن أهم المجالات الرئيسية للتعاون تشمل مصادر الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد المائية، والسياحة، والخدمات الصحية، والأدوية.. مشيرا إلي أن الاستثمارات اليونانية المباشرة في مصر تتضمن شركة تيتان لإنتاج الأسمنت وشركة الوميل لتصنيع الألومنيوم وشركة أورنج ويف لإنتاج عصير البرتقال العضوي.
وأضاف أن شركة فيجاس ايست لاجيا وهي فرع من مجموعة شركة ” جيرك موتور أويل ” تقوم بالتنقيب عن الهيدروكربونات في سيناء.. مؤكدا علي أهمية الاتفاق الذي تم بين هيئة قناة السويس و”مجموعة في ” اليونانية ورجل الاعمال اليوناني المصري أريك ادم لتأسيس شركة ” انتي بوليوشن ” بهدف إعادة تدوير المخلفات الصلبة والسائلة.
وأكد اهتمامه بتشجيع مجتمع الأعمال اليوناني على الاستثمار في مصر واستكشاف كافة المجالات والإمكانيات الموجودة لأن مصر لا تعد فقط سوقا كبيرة ولكن أيضا من الممكن أن تشكل مركزا يمكنهم التوسع في نشاطهم بشكل أكبر في أفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط.
وعن مشروع “جريجي”، قال إنه مصر واليونان يقومان حاليا ببناء” شبكة الطاقة الخضراء جريجي ” هو كابل كهربائي بحري بميزانية تقدر ب2ر4 مليار يورو قادر على نقل الكهرباء من الاتجاهين معتمدا على مصادر الطاقة المتجددة في مصر وسيستفيد منه المستهلكون والشركات في اليونان والدول الأوروبية المجاورة.
وأوضح أن شبكة جريجي التي تقدر بثلاثة آلاف ميجاوات من الكهرباء ستستبدل 5ر4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا وتؤدي إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 ملايين طن سنويا.. مؤكدا على أهمية هذا المشروع الذي سيسهم في معالجة أزمة تغير المناخ والإسراع نحو تحول إلى الاقتصاد الأخضر لأنه يعتمد على مصادر للطاقة المتجددة وليس الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي. 
وأكد أن هذا المشروع يتماشى تمامًا مع استراتيجية الطاقة الأوروبية نحو كهربة أنظمة الطاقة وتوفير الطاقة الخضراء النظيفة التي سيتم نقلها عبر محطة جريجي وستكون ذات قدرة تنافسية عالية مقارنة بأسعار الطاقة اليوم.. لافتا إلى أنه تم إدراج هذا المشروع في قائمة المشروعات ذات الاهتمام المشترك للاتحاد الأوروبي.
وعن الهيدروجين الأخضر، أفاد بأن مصر أعلنت مؤخرًا عن جهودها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بهدف أن تصبح مصدرًا رئيسيًا له وتتعاون مع أصحاب المصلحة المعنيين لتكون مركزا لتطوير وتصدير الهيدروجين الأخضر والذي يأتي في إطار الاتجاه العالمي نحو إزالة الكربون، مشيرا إلى أن مصر وقعت مع المفوضية الأوروبية على مذكرة تفاهم اشراكة الاستراتيجية في مجال الهيدروجين المتجدد خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ( كوب 27 ).
وأوضح أن التطورات العالمية الأخيرة أثبتت أن أمن الطاقة يتطلب تنويع مصادر الطاقة، مع التركيز على الطاقة الخضراء وتقليل الاعتماد عليها وهناك إجماع متزايد على إمكانية استخدام الهيدروجين الأخضر في كل قطاع تقريبا يعتمد اليوم على الوقود الأحفوري.
وشدد علي ضرورة العمل علي تعزيز هذا الاتجاه من أجل تحقيق الالتزامات المناخية الواردة في اتفاق باريس وأهداف الانبعاثات الصفرية التي تتطلبها حالة الطوارئ المناخية لافتا إلي أن مصر تنعم بيئيًا بكل تلك الأصول الطبيعية التي تجعلها حقيقة واقعة ومربحة للبلاد والبيئة على حد سواء.
وعن السياحة، قال إن السياحة تلعب دورا هاما في الاقتصاد المصري واليوناني في ضوء امتلاكنا الجمال الطبيعي والثقافة الغنية والتاريخ الثري الذي لا مثيل له وهي عناصر جاذبة للسائحين من جميع دول العالم مؤكدا أن السياحة تحتل مكانة مهمة في أولويات مصر واليونان مما يوفر فرصة لتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال.
وذكر أن كلا البلدين يتمتعان بتراث ثقافي يرغبان في مشاركته مع بقية دول العالم والسياحة تعد وسيلة مناسبة لذلك، مشيرا إلى أن السياحة أحد القطاعات التي تولي اليونان اهتماما بها وتسعي لتطويرها في ضوء مساهمتها في الدخل القومي.